نقل عن الشيخ البشير الإبراهيمي عن التعرض لمصادر اللغة الأصلية والحقيقية


أنقل هنا من صفحة 99 بكتاب "الماجريات" للشيخ إبراهيم السكران - حفظه الله - يقتبس قول الشيخ الإبراهيمي "الملكات الأدبية لا تكفي فيها القريحة والطبع حتى تمدها الصنعة بأمدادها، وأولها متن اللغة غير مأخوذ من القواميس اللغوية؛ لأنها لا تنتهي بصاحبها إلى ملكات لُغوية ولا أدبية، وإنما يجب على مَن أراد أن يربي مَلَكَتَه على أساس متين أن يأخذ اللغة من منثور العرب ومنظومهم، فيستفيد بذلك فائدتين، الأولى: الكلمة ومعناها، والثانية: وضعها في التركيب وموقعها منه، وموقعه من النفوس، وحُسن التركيب هو سر العربية"

يتحدث هنا الشيخ عن قضية أكثر مَن يتحدثون فيها المشتغلون بتدريس اللغة الإنجليزية وخلاصتها أن حفظ الكلمات الجديدة بدون وضعها في جمل واستخدامها أولًا بأول يجعلها تُخزَّن في الذاكرة قصيرة المدى وسرعان ما تُفقَد، على عكس ما إذا استُعمِلَت بالكتابة أو في الحديث فإنها تقوى وتصبح جزءًا من لغة المتعلم وتتحول من ثِقَل إلى ركن معين.
وهذا كلام اعتدناه من معلمي اللغات الأجنبية لكنني لم أسمعه من معلم لغة عربية أبدًا، وهذا يكشف لنا عن مصيبة أصابتنا في ديننا، نعم في ديننا وليس فقط في لغتنا أو ثقافتنا.
فاللغة العربية حتى في خواطر معلميها ليست حاضرة كلغة حديث من الأساس.
كما أن متعلم اللغة يحتاج إلى الاستماع المكثف لمصادر أصلية وحقيقية ناطقة باللغة التي يتعلمها، أصلية وحقيقية يعني أنها موجهة بالفعل لأصحاب اللغة الأصليين وليست مُعدَّة بالأساس لأغراض تعليمية مثل نشرات الأخبار والأناشيد الخ.
وأختم هنا ببيتي شعر للشيخ الإبراهيمي عن اللغة العربية، وهو من أنصارها والدعاة إليها:
نغار عن أحسابنا أن تمتهَنْ ** والحر عن مجد الجدود مؤتمَنْ
ولغة العُرْب لسانُ ممتحَـنْ ** إن لم يَذُدْ أبـناؤه عنه، فمَنْ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مثال لتعريب مصطلحات تطبيق ميتا الجديد | خيوط Threads

شواهد في محدودية قوة مَن تخشاه مهما امتلك من أسباب القوة

متى نصل إلى جواز سفر إفريقي موحد؟