لماذا علينا التصدي لمشكلة ازدواجية في اللغة العربية بأسرع وقت؟

 حالة الازدواج اللغوي، بالإنجليزية Diglossia هي وجود مستويين للكلام من نفس اللغة، هذين المستويين يُستخدمان بطريقة متكاملة وأحدهما له موقع اجتماعي ثقافي مرموق نسبيًا على الآخر عند الناطقين بهذه اللغة.

يقول بعض الباحثين أن اللغة العربية من أشهر الأمثلة على الإزدواج اللغوي، بل وعلى التعددية اللغوية إذ توجد في اللغة العربية عدة مستويات لغوية وليس مستويين فقط.

هل تحول التكامل بين الفصحى والعامية إلى صراع؟

تحدث وليام مارساي عن وجود الازدواجية اللغوية في اللغة العربية (الفصحى والعامية) في ثلاثينيات القرن العشرين.

ولقد سمعتُ قصة عن طالب إندونيسي أو ماليزي جاء ليدرس في جامعة الأزهر بالقاهرة، ولكنه عاد بعد فترة إلى بلده معترضًا على أنه وجد التعليم في الأزهر لا يتم باللغة العربية بل بلغة الفراعنة التي لا يفهمها، معتقدًا أن اللهجة المصرية العامية هي اللغة المصرية القديمة.

وستسمع تنويعات عديدة من هذه القصة من أشخاص تعلموا اللغة العربية الفصحى ثم اكتشفوا أن عليهم البدء من جديد وتعلم لهجة عامية أو أكثر لكي يستطيعوا استخدام اللغة العربية واكتساب الحديث بها. هذه دعايا سيئة للغة العربية.

وعليه فلقد أثرت الازدواجية اللغوية في العربية سلبًا على تعليم العربية لغير الناطقين بها.كما أن لهذه الظاهرة تأثيرات سلبية على كلٍ من حركة الترجمة والتعريب خاصةً للمصطلحات التقنية، وكذلك اللغة المستخدمة في وسائل الإعلام وكتابة الحوار في الأدب المسرحي والروائي، ناهيك عن التأثير السلبي على التعليم. فالازدواج اللغوي سبب في تصدع البنية الثقافية للأمة وتشتيت جهودها الحضارية.

لذلك وجب إيجاد حلول حقيقية والأخذ بها بأسرع وقت لتلافي توغل اللهجات العامية في هذه الحقول، والحل برأيي هو اعتماد اللغة العربية الفصحى فقط في كل تلك الحقول وتنشئة الأجيال الصغيرة عليها بأسلوب التغطيس؛ لأن التصورات الأخرى للحل تنطوي إما على التسليم بالوضع غير الطبيعي الحالي أو إقرار اللهجات العامية مما سيفتح أبواب التفرق والاختلاف في الأمة أكثر مما هي مفتوحة. 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مثال لتعريب مصطلحات تطبيق ميتا الجديد | خيوط Threads

شواهد في محدودية قوة مَن تخشاه مهما امتلك من أسباب القوة

متى نصل إلى جواز سفر إفريقي موحد؟