المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٣

كيف تموتُ اللغات؟ وكيف قد تموت اللغة العربية لا قدر الله؟

تموت اللغات في الأغلب بسبب موت متحدثيها بسبب كوارث طبيعية أو عمليات التطهير العرقي، أو بسبب موت آخر متحدثيها مثلما يحدث مع اللغات التي تنقرض في أيامنا هذا، فكل أسبوعين تموت لغة بسبب انحسار عدد متحدثيها أو طغيان لغة قوية عليها بحيث يتوقف الشباب عن التكلم بلغة والديهم لصالح لغة أقوى في المجتمعات متعددة اللغات. وهناك طريقة أخرى قد تموت بها لغة قوية وهي توسع الفجوة بين اللغة القياسية واللهجات العامية حتى تنفصل اللهجات العامية تمامًا عن اللغة القياسية وتصبح لغات منفصلة، وهذا هو ما حدث مع اللغة اللاتينية بانقسامها إلى عدة لغات قومية كالفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية وغيرهن، كل هذه اللغات كانت يومًا ما مجرد لهجات ضمن اللغة اللاتينية واليوم أصبحت لغات مختلفة وماتت اللاتينية تمامًا على الألسنة. وهذا هو نفس المخطط الذي تُقاد اللغة العربية إليه. يُراد إبراز وتعميق الفروق بين اللهجات حتى يعتمد الناس الكتابة باللهجات بدل الكتابة بالفصحى كما اعتمدوا الحديث باللهجات بدل الفصحى. وللأسف أصبحت الكتابة باللهجات العامية شيئيًا طبيعيًا جدًا في واقعنا المرير. وقد يقول قائل أن موت اللغة العربية مست...

إلى أي مدى يمكننا تفصيح لهجاتنا العامية؟

قد يتساءل البعض قائلين: زي هل ترى أنه من الواقعي مطالبة الناس بالعودة للتكلم باللغة العربية الفصحى في هذا الزمن؟ وفي الشوارع والبيوت؟ والواقع أنني لم أقصد هذا ولا أستطيع تصور أن يحدث للأسف؛ ببساطة لأن اللغات لا تعود للوراء. لكن تجربة إحياء اللغة العبرية تعطيني بعض الأمل في أنه يمكن تحقيق بعض الضبط للغة الناس المستعملة في كل مكان وبأشكال متفاوتة. فإذا لم نكن نتصور أن يتكلم الناس بالفصحى في الأسواق، فعلى الأقل يجب على الناس أن يتحدثوا بها داخل قاعات الدرس في المدارس والجامعات والمعاهد، ألا تُلزِم الكثير من المدارس طلابها ومعلميها بالتكلم بالإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية حصرًا! ألا توصي المراجع التعليمية بأن من أفضل طرق تدريس مهارات المحادثة في اللغة الأجنبية هي للبدء بالفعل في الحديث بها حتى لو لم يكن مستوى متحدثيها مثالي! فهذا من ناحية، يعني أتوقع على الأقل أن يصبح الحديث بالعربية في المدارس والجامعات وقنوات التلفاز والمساجد والمباني الحكومية أساسيًا. ثانيًا: لا أظن أنه من الصعب أن تصبح الكتابة بالفصحى هي السائدة في مواقع التواصل الاجتماعى والمدونات بدلّا من مهزلة الكتابة باللهجا...