نداء الكوكو.. مترجمي آخر زمن
كنت أتصفح آخر أخبار الروائية البريطانية الشهيرة ج. ك. رولينغ، كنتُ أعلم أنها أصدرت رواية أو اثنين بعد رواية هاري بوتر. وعلمتُُ الآن بالصدفة بأنها أصدرت حوالي خمس روايات حتى الآن منها أربع من نفس السلسلة البوليسية تحت اسم مستعار لكاتب رجل هو روبرت غالبرِث.
ولكن ما صفعني على وجهي وسدَّ نفسي عن مجرد التفكير في قراءة العمل ليس الإخراج السيء للكتاب الذي حمل روايتها الأولى من السلسلة، بل ترجمة عنوان الرواية؛ فلقد حملت الرواية اسم The Cukoo's Calling وأي شخص لا يعرف عن الإنجليزية شيئًا سيضع كلمة Cukoo في مترجم غوغل الآلي سيخرج له اسم الوقواق وهو طائر شهير غني عن التعريف، فالترجمة الطبيعية لاسم الرواية في تلك الحالة هي "نداء الوقواق" أو شيئًا مشابهًا، لكن أن تجد الرواية منشورة بعنوان "نداء الكوكو" فلم أفهم المغزى من ذلك حتى الآن. وجدت معلومة تُحيل إلى كتاب طيور مصر، فهل صاغ محمد عناني رحمه الله اسم هذا الطائر وأطلق عليه اسم الكوكو في كتابه طيور مصر؟! ولنفرض أنه فعل جدلًا هل يسوغ لنا ذلك هذا القدر من التلوث البصري! وهل يصح إلا الصحيح!
هل وصل بنا الحال والاستسهال إلى هذا الحد؟ هل انتقلنا من مرحلة استسهال استخدام مصطلحات أجنبية في معرض حديثنا ثم كتابتنا بالعربية- إلى استسهال أخذ الكلمة الأجنبية بنفس الصوت والنطق في عمل أدبي؟ وكل ما في الأمر أنها اسم طائر شهير، يا ليتها كانت تلك الكلمة العويصة التي تستلزم من المترجم هذا العجز والكسل الذي لا يكشف إلا عن جهله وجهل المراجع اللغوي - إن كان له وجود - وجهل دار النشر أو ربما اعتقادها أن هذا الفِعل قد يفيدها تسويقيًا بجعل الاسم العربي مقاربًا للاسم الأصلي. أنا الآن أبحث عن وجهة نظرهم في هذا وحتى هذه اللحظة لم أجد، خابوا وخسروا جميعًا فإنهم يضعون سهمهم في تسريع وصولنا إلى مزبلة التاريخ كأكثر جيل مثَّل عارًا على اللغة العربية.
تعليقات
إرسال تعليق