المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠٢٣

راسموس راسك.. لماذا اختار اللغة العربية؟

صورة
هذا القبر المليء بالتعليقات من عدة لغات هو للعالم راسموس راسك، وهو موجود في الدنمارك وليس في بلدة عربية. ونرى فيه جملًا مكتوبة بعدة لغات، وفي أعلى جزء منها نجد جملة مكتوبة باللغة العربية هي "الحَـقُّ أَبْـلَج والـبَاطِـلُ لَجْـلَـج" وهي مقولة عربية قديمة تفيد أن الحق واضح بينما الباطل مختلط. راسموس كرِستيان راسك هو عالم لُغوي دنماركي عاش بين القرنَين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديَين. كان عضوًا في كلٍ من الأكاديمية الملكية الدنماركية للعلوم والآداب والأكاديمية الملكية السويدية للآداب والتاريخ والآثار. من بين اللغات التي درسها لغته الأم "الدنماركية" والروسية ولغات أوروبية أخرى كاللاتينية والإنجليزية الحديثة والقديمة والإسبانية والبرتغالية والألمانية والإيطالية والفرنسية والسويدية والفنلندية والنرويجية والهولندية واليونانية، كما درس لغات آسيوية كالفارسية والهندية، ولغات شرقية كالعبرية، والقائمة تطول إذ تخبر ويكيبيديا أنه درس مائة وأربع عشرة لغة وعدد كبير من اللهجات. كتب مؤلفات عديدة في تقعيد بعض اللغات ومنها الآيسلندية. طوَّر نظام تهجئة خاص به للغة الدنما...

مراجعة رواية هايدي - يوهانا شپيري

صورة
انتهيتُ للتو من قراءة رواية " هايـدي " للكاتبة السويسرية " يوهانا شپيري "، وهي تجربة قراءة رائعة بحق، لم أستمتع بقراءة تحفة فنية بهذا القدر منذ زمن طويل. ومما زاد متعتي أثناء القراءة هي ترجمة " بُثينة الإبراهيم " وهي مترجمة لا أعرفها ولم أقرأ لها شيئًا من قبل، لكنني متأكدٌ بأن جزالة لغتها ورشاقة قلمها الظاهرَتَين في الكتاب هما سببان رئيسان في جعل النص العربي أخَّاذًا لهذه الدرجة، وفي الواقع أعتقد أن على كل عمل مترجَم جيد في لغته الأصلية أن لا يقل عن هذا المستوى أبدًا. الرواية تعيدنا لزمن الطيبين إن جاز التعبير؛ ففترة كتابتها تعود لنهاية القرن التاسع عشر الميلادي، يعني ألف وثمانمائة ونيف. حينها كان للعالم شكل مختلف عن الآن، شكل أبسط وأجمل يجعلك تشعر بالحنين له ولو لم تعشه، لم تكن هناك كهرباء - على الأقل حتى وقت نشر القصة - فكان الناس يعيشون على ضوء الشموع، وينامون على أسِرَّةٍ من التبن ويتجولون ضمن أحداث الرواية في المراعي الجبلية الخضراء التي لا نهاية لها مع حيواناتهم. وهذه الصورة الأخيرة بالذات من الارتماء في أحضان الطبيعة الخلابة نجحت الكاتبة...

نداء الكوكو.. مترجمي آخر زمن

صورة
كنت أتصفح آخر أخبار الروائية البريطانية الشهيرة ج. ك. رولينغ، كنتُ أعلم أنها أصدرت رواية أو اثنين بعد رواية هاري بوتر. وعلمتُُ الآن  بالصدفة بأنها أصدرت حوالي خمس روايات حتى الآن منها أربع من نفس السلسلة البوليسية تحت اسم مستعار لكاتب رجل هو روبرت غالبرِث. ولكن ما صفعني على وجهي وسدَّ نفسي عن مجرد التفكير في قراءة العمل ليس الإخراج السيء للكتاب الذي حمل روايتها الأولى من السلسلة، بل ترجمة عنوان الرواية؛ فلقد حملت الرواية اسم The Cukoo's Calling وأي شخص لا يعرف عن الإنجليزية شيئًا سيضع كلمة Cukoo في مترجم غوغل الآلي سيخرج له اسم الوقواق وهو طائر شهير غني عن التعريف، فالترجمة الطبيعية لاسم الرواية في تلك الحالة هي "نداء الوقواق" أو شيئًا مشابهًا، لكن أن تجد الرواية منشورة بعنوان "نداء الكوكو" فلم أفهم المغزى من ذلك حتى الآن. وجدت معلومة تُحيل إلى كتاب طيور مصر، فهل صاغ محمد عناني رحمه الله اسم هذا الطائر وأطلق عليه اسم الكوكو في كتابه طيور مصر؟! ولنفرض أنه فعل جدلًا هل يسوغ لنا ذلك هذا القدر من التلوث البصري! وهل يصح إلا الصحيح! هل وصل بنا الحال والاس...

مَن سَبَق شَمَّ الحَبَق

صورة
المثل الشعبي الشهير "مَـن سَـبَـق أَكَـلَ الـنَّـبْـقُ" والذي يحفز على المبادرة ويحث على السَبق واعدًا السبَّاقَ بالفوز والتميز. والنَّبْقُُ: نبات السِدر، ويُنطَق كما نرى بشكل غير نطقه في اللهجات العامية، ففي العامية المصرية يُنطَق في هذا المثل "نَبَق" ربما لتحقيق السجع المتوقع في المثل، رغم أنه يُنطَق في مثل شعبي آخر بنطقه الصحيح، فعندما يُراد وصف الملامح الشكلية لشخص وخاصة امرأة ويُراد مدحها يُقال أن أنفها "مناخيرها" قَدّ الـنَـبْـقَـة. والقَدُّ هنا: "المِقدار". ولقد سمعتُ نسخة منه أكثر توافقًا مع النطق العربي، سمعته على لسان ذئب في مسلسل "حكايات ما أحلاها" في حلقة الذئب والخراف السبعة، قال الذئب الجائع متوعدًا الخراف  "مَـن سََبََق شََمَّ الَـحَـبَـق" . والحَبَقُ: نبات عشبي تزييني، أوراقه خضراء جميلة وأزهاره بيض أو ورديّة اللَّون، يمتاز برائحة ذكيّة جدًّا تنتشر بمجرَّد وضع اليد على أوراقه. فجزى اللهُ خيرًا مَن صاغَ المَثَلَ بهذهِ الصياغةِ في سبيستون.